
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تبرز أهمية التأكد من جاهزية الأطفال صحيًا قبل العودة إلى مقاعد الدراسة. فإجراء فحص صحي شامل قبل المدرسة ليس مجرد خطوة روتينية، بل مساعدة أساسية لحماية الطفل، وتعزيز نموه، ودعم قدرته على التركيز والتعلّم. فحين يشعر الطفل بالنشاط والصحة الجيدة، يبدأ سنته الدراسية بثقة وحيوية أكبر.
تُمكّن الزيارات الدورية لطبيب الأطفال من تقييم النمو، والتغذية، والصحة العامة، واكتشاف أي مشكلات في مراحلها المبكرة. فكثير من المشكلات الصحية لا تكون واضحة للوالدين، خاصة مع انشغالات الحياة اليومية، بينما يساعد الكشف المبكر في تسهيل العلاج وتفادي المضاعفات. كما أن هذه الزيارة تُعد فرصة مهمة للاستفسار حول النوم، المناعة، النظام الغذائي، والجوانب النفسية والسلوكية، وهي عوامل تؤثر مباشرة على أداء الطفل داخل الصف.
ويتضمن الفحص الشامل مجموعة من التحاليل الضرورية، أبرزها تحليل الدم الكامل الذي يكشف عن فقر الدم أو ضعف المناعة، وهي حالات قد تؤدي إلى التعب، وضعف التركيز، أو تكرار الإصابة بالأمراض خلال العام الدراسي. كما يساعد فحص فيتامين د في التأكد من صحة العظام والعضلات، وتقوية الجهاز المناعي، خصوصًا للأطفال الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ. ومع الكشف المبكر، يمكن معالجة أي نقص بخطوات بسيطة وسريعة.
كما يُعد فحص النظر جزءًا أساسيًا من الاستعداد للمدرسة. فالمشكلات البسيطة في الرؤية قد تجعل القراءة والكتابة والمتابعة داخل الفصل صعبة، وقد لا ينتبه الطفل أو الأهل لوجود مشكلة من الأساس. الكشف المبكر يساعد على تصحيح المشكلة قبل أن تؤثر على الأداء الدراسي وثقة الطفل بنفسه.
من خلال فحص ما قبل العودة للدراسة، يتخذ الوالدان خطوة استباقية لحماية أبنائهم وضمان بداية قوية للعام الدراسي. الطفل السليم يتمتع بتركيز أعلى، وقدرة أكبر على التعلّم، ومقاومة أفضل للأمراض. إنها خطوة بسيطة ذات أثر كبير، تمنح الأطفال عامًا دراسيًا أكثر صحة ونجاحًا ونموًا.